الإدارة العامة (بالإنجليزية: Public administration) هي تطبيق السياسة العامة وإدارة المؤسسات الحكومية والمؤسسات غير الربحية وهي عبارة عن اختصاص أكاديمي يعمل على دراسة هذا التطبيق وتهيئة العاملين في مجال الخدمة المدنية خصيصًا من أجل أداء مهامهم الإدارية حتى يمارسوا أعمالهم في القطاعين الحكومي وغير الربحي. وبصفته مجال بحث متنوع في نطاق تركيزه فإن هدفه الأساسي يكمن في المضي قدمًا بالإدارة وسياساتها حتى تتمكن الحكومة من أداء وظيفتها. تشمل بعض التعريفات العديدة المطروحة للمصطلح تعريفه بأنه عبارة عن «إدارة البرامج العامة» أو تعريفه بكونه «ترجمة السياسات على أرض الواقع في ما يمكن للمواطنين رؤيته يوميًا»، ويمكن تعريفه على أنه «دراسة صناعة القرار الحكومية وتحليل السياسات والمدخلات المختلفة بذاتها وما تفضي إليها فضلًا عن المدخلات الضرورية التي تؤدي إلى سياسات بديلة». يجمع مصطلح الإدارة العامة كلمتين. توجد الإدارة في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مما يعني أنه من أجل تأدية منظمة أو مؤسسة ما لوظيفتها على أكمل وجه يجب أن تحكم أو تدار بشكل مناسب وتنبثق فكرة الإدارة من هذا المفهوم.
ينصب تركيز الإدارة العامة على تنظيم السياسات والبرامج الحكومية فضلًا عن سلوك المسؤولين (الذين عادةً ما يكونوا غير منتخبين) والذين يتحملون رسميًا المسؤولية عن تصرفاتهم. يمكن اعتبار العديد من الموظفين الحكوميين غير المنتخبين مدراء عامين ويدخل من جملة هؤلاء كل من رؤساء الأقسام الحكومية على مستوى المدن والمقاطعات والأقاليم والولايات بالإضافة إلى المستوى الفيدرالي ممن يشغلون مناصب على غرار مدراء الميزانية المحليين ومدراء الموارد البشرية (إتش آر) ومدراء المدن ومدراء الإحصاء والمسؤولين الحكوميين عن الصحة النفسية والوزراء الحكوميين. يعد المدراء الحكوميون موظفون في القطاع العام إذ يعملون في الوزارات والوكالات الحكومية وفي جميع مستويات الحكومة.
بادر الموظفون والأكاديميون العاملون في سلك الخدمة المدنية في الولايات المتحدة من أمثال وودرو ويلسون إلى تشجيع إصلاح مجال الخدمة المدنية خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر جاعلين من الخدمة العامة موضعًا للدراسة الأكاديمية. ومع ذلك لم يكن هناك اهتمام يذكر في وضع نظرية للإدارة العامة إلى حين الرواج الذي لاقته نظرية عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر حول البيروقراطية مع حلول منتصف القرن العشرين. يتسم هذا المجال بتداخل الاختصاصات الذي تدرسه إذ تحدد أحد المقترحات العديدة للمجالات المتفرعة عن الإدارة العامة ستة أسس والتي تشمل كلًا من الموارد البشرية والنظرية التنظيمية وتحليل السياسات وعلم الإحصاء وإدارة الميزانية والأخلاقيات. تعد الإدارة العامة جزءًا من علم الإدارة الأوسع. وينظر إليها ببساطة باعتبارها بيروقراطية بحتة وذلك بصرف النظر عن حقيقة عدم انحصار وجود البيروقراطية باعتبارها شكلًا تنظيميًا محددًا على الحكومة بل تمتد كذلك لتشمل القطاع الخاص ومنظمات القطاع الثالث. تعد الإدارة العامة اختصاصًا يعنى بتنظيم وتشكيل وتطبيق سياسات عامة نافعة للأفراد. وتؤدي عملها في المجال السياسي من أجل تحقيق الأهداف والغايات التي يضعها صناع القرار السياسي. وبالتالي فإن تركيز الإدارة العامة يتمحور حول البيروقراطية العامة.